ليست كل النهايات سعيدة أو حزينة… النهايات قد تأتي بلا طعم… لتجد نفسك وسطها دونما علم… كأن تنام قيلولة الظهر وتصحو ما بعد المغيب لتشعر أنك قد فوت جزءاً من النهار، بلا حزن أو فرح… مجرد فجوة في المعرفة، فأنت لا تعلم إن كان ما فقدته جيداً أو سيئاً… هذه النهايات تأتي عادة بعد سلسة من الأحداث التي ليست لها أهداف، فأنت منغمس في ساعات العمل الطويلة أو في إنتظار المجهول الذي لا تعلم بما سوف يأتي…
لديك أمل غير مبرر أن المجهود لن يضيع أو أن المجهول يعلم من أنت أكثر منك ليأتي لك بما لم تكن تعلم أنك تريده، أو ليأتي مديرك ويرى فيك تطبيق لمشروع ناجح يعود بالربحية عليكما… ولكن الحياة أقسى من ذلك، ولها حس فكاهي اسود قليلاً مما لديك… فالمجهول والمدير لا يباليان، ولا أحد يبالي… أنت مهم لنفسك فقط وأنت فقط من تجعل من نفسك شيئاً…
المشكلة في النهايات التي بلا طعم، أنها تأتي فجأة، كبرد الصحراء… يتسلل إلى عظامك على حين غرة… تأتي لتتركك في سكون وهول اللحظة… “كيف أتيت إلى هنا؟ ما هذا المكان؟ لم لم يخبرني أي من اساتذتي في المدرسة عن هذه المعلومة؟ فهي في ظل كل المعرفة الغير عملية التي سكبوها على عقولنا، كحقول السافانا، والدوائر القطبية، تبدو لي الأهم والأجدر والأكثر صلة بالواقع؟”… ألم أقل لك من قبل؟ لا أحد يبالي…
لم يبالي احد منذ البداية، أنت فقط لم تكن بحاجة لأن تعلم… ولم يكن احد بحاجة لأن يخبرك…
الجيد السيء في هذه الرؤى التي تأتي بلا طعم، أنها تضع الأمور في نصابها، فأنت الآن تعلم، وإلى الآن لم يفت الأوان… لك القرار وعليك النتائج… ولا فائدة بعد اليوم من التشكي، أنت تعلم أنه لن يبالي أحد، ليس قبل أن تبالي بنفسك انت أولاً.